الميديا الاجتماعية والإرهاب : الاستخدامات وسبل ترشيدها د. الصادق الحمّامي


يواجه العالم العربي على وجه الخصوص والعالم بشكل عام ظاهرة الإرهاب منذ
عقود، لكن هذا الإرهاب يتجلّ اليوم في أشكال جديدة تكاد تكون فريدة. فما يُعرف
بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام )داعش( يبدو وكأنه أعاد ابتكار الإرهاب
من جديد. فالعنف الذي يمارسه تنظيم داعش ضد ضحاياه ليس همجيا فحسب بل
هو يعرض للعالم في أشكال جديدة هوليودية واستعراضية. كما أن مقاتلي تنظيم
داعش وأنصاره أصبحوا يوظفون الميديا الجديدة بشكل عام والميديا الاجتماعية
بشكل خاص بطريقة فريدة ومخصوصة، أصبحت بفضلها هذه الميديا جزءا
لا يتجزأ من المنظومة الإرهابية نفسها.

هكذا ولّ عصر الإرهابي المتخفّي في الكهوف، والذي تتعقبه أجهزة المخابرات.
فالإرهابي الجديد مقاتل يحارب من أجل توسيع دولته وهو في الوقت ذاته منغمس
في المجال الافتراضي يناصر ويستقطب ويجنّد أو يروّج.
وفي هذا السياق أصبحت مكافحة التنظيمات الإرهابية بشكل عام وتنظيم داعش
على وجه الخصوص في فضاءات الميديا الاجتماعية )فايسبوك، تويتر، إنستاغرام،
يوتيوب( أحد أهمّ رهانات حرب شاملة على الإرهاب ثلاثية الأبعاد : الميدان العسكري
أولا والتمويل ثانيا والميديا والاتصال ثالثا.
هكذا تحوّلت الميديا الجديدة إلى منظومة تستخدمها التنظيمات الإرهابية لغايات
عديدة: الاستقطاب والدعاية، والتواصل وتبادل المعطيات والتواصل والتنسيق...
في المقابل فإن هذا «الإرهاب الجديد » يتشكل في سياقات متعددة مخصوصة تعطي
لهذا لاستخدام الميديا الاجتماعية معقوليته. وتحيل هذه السياقات إلى الأيديولوجيا
الجهادية وتمثّلاتها للتكنولوجيا من جهة أولى وإلى تحوّلات متنصلة ببيئة الإنترنت
نفسها من جهة ثانية.

 - في تعريف الميديا الاجتماعية

تمثّل الميديا الاجتماعية social media فضاء من فضاءات الميديا الجديدة
new media. وقد صمّمت تطبيقات الميديا الاجتماعية ومنها مواقع الشبكات
الاجتماعية على غرار الفايسبوك facebook والتويتر Twitter والإنستغرام
Instagram ، لإتاحة إمكانية إنشاء ملمح عام Public profile أو شبه متاح
للعموم في إطار نظام محدد. كما تتيح هذه المواقع بناء شبكة من العلاقات
والاطلاع على شبكة علاقات الآخرين (قائمة الأصدقاء( 1.
والميديا الاجتماعية هي «فضاءات عمومية مشبّكة Networked publics ، تنظمها
التكنولوجيات الشبكية، وهي كذلك «فضاءات جماعية «متخيلة » كنتيجة لتقاطع
التكنولوجيات والناس والممارسات. وللفضاءات العمومية المشبّكة وظائف مماثلة
للأنواع الأخرى من الفضاءات العمومية تتيح للناس الاجتماع لغايات اجتماعية
وثقافية ومدنية والارتباط والتواصل مع عالم يتجاوز المجالات الضيقة التي تنحصر
في الأصدقاء والعائلة... 2
وتحيل الميديا الاجتماعية بشكل عام إلى مواقع الشبكات الاجتماعية social network
sites وكل الفضاءات الافتراضية virtual spaces التي من وظيفتها إتاحة تبادل
المضامين بين المستخدمين باعتبارهم منتجين ومستهلكين في الوقت ذاته 3.
تؤكد هذه التعريفات على أبعاد بعينها : فالميديا الاجتماعية متمحورة حول الأفراد
لأنها تسمح لهم بإدارة علاقاتهم الاجتماعية، وهي أيضا فضاءات عمومية تتيح أشكالا
مخصوصة من التفاعل ومن إمكانات إنتاج المضامين. وتستثمر التنظيمات الإرهابية
هذه الأبعاد كلها، إذ تستخدم الميديا الاجتماعية لاستقطاب المقاتلين والمناصرين
)بناء العلاقات الاجتماعية( وكذلك لتنظيم دعايتها عبر تطوير مضامين متنوعة.

 - سياقات الإرهاب الجديد 

لا تمثّل استخدامات التنظيمات الإرهابية للميديا الجديدة الاجتماعية استخدامات
مبتكرة بالقدر الذي يتصوره البعض. فهذه الاستخدامات مرتبطة ببيئة الإنترنت
الجديدة. فالتنظيمات الإرهابية تستفيد من ظاهرة واسعة تتعلق بتعاظم أدوار
المستخدمين في العشرية الأخيرة في سياق ما يسمّى الإنترنت 2.0 أو الواب 2.0 ، إذ
عرفت الإنترنت تطورا حاسما تمثّل في تنامي أدوار المستخدمين باعتبارهم منتجين
للمضامين بأنواعها المختلفة وفاعلين في فضاءات متنوعة الأبعاد. فالمضامين
التي تنشرها التنظيمات الجهادية الإرهابية والتطبيقات التي تطورها تستند إلى
الإمكانات التي تتيحها منصات الإنترنت التي تسمح للمستخدمين بإنتاج المضامين
user generated content على غرار مواقع الشبكات الاجتماعية ومواقع التدوين
blogging والنشر الذاتي self-publishing )اليوتيوب(. فأكثر التطبيقات التي
يوظفها تنظيم داعش متاحة للمستخدمين العاديين. ولعلّ تصميم الفيديوهات
وإنتاجها وترويجها من أكثر الأمثلة دلالة على دمقرطة آليات إنتاج المضامين من
جهة وعلى قدرة التنظيمات الإرهابية على توظيفها. فعلى سبيل المثال أنتج شابان
تونسيان بميزانية لا تتجاوز 150 دولارا أكثر أغنية شعبية في تونس )حوماني(
خلال السنوات الأخيرة والتي حازت على أكثر من 5 ملايين مشاهدة على اليوتيوب .

 - ميديا جديدة تنظيمات ماضوية : في فهم المفارقة

يمثّل توظيف الميديا الاجتماعية في استراتيجية المشروع الإرهابي الجهادي مفارقة
تستحق المساءلة، إذ كيف يمكن لحركات تقوم على أيديولوجيا ماضوية ترفض
الحداثة ومظاهرها )الديمقراطية، الحرية، الفردانية، المساواة، الشغف بالمعرفة،
الثقافة، وأساليب الحياة المتصلة بها كالسينما والكتاب والمسرح والتلفزيون( أن
تستخدم بنجاح الميديا الاجتماعية التي تختزل الحداثة الثقافية برمّتها: تبجيل
التواصل، الفردانية، المجال العمومي استعراض الذات، تعزيز الفردانية والتفكّرية
والاستقلالية ؟ فهل يتعلق الأمر بمفارقة عجيبة تستدعي منا الاستغراب فقط ؟
طوّرت حركات الإسلام السياسي خطابا مخصوصا حول التكنولوجيا والميديا الجديدة
يقوم على التمييز بين «الحداثة التكنولوجية » من جهة أولى و «الحداثة القيمية » أو
الثقافية من جهة ثانية، أي بين المكوّن الثقافي القيمي الذي يرتبط بالأفكار والقيم
الثقافية وأساليب الحياة الفردية والجماعية المرتبطة بهما والمكوّن التكنولوجي،
باعتبار التكنولوجيا أشياء بلا روح.
وفي هذا السياق ومنذ ظهور الإنترنت استخدمت حركات الإسلام السياسي والحركات
الدعوية بشكل عام التطبيقات الشبكة بشكل فعّال حتى تعاظم الحديث عن الواب
الإسلامي أو عن المجال الافتراضي الإسلامي Muslimsphere أو cyberspace
islamique ، حيث تتداخل الدعوة الدينية والاستقطاب السياسي. ويمثّل موقع
«إسلام واب » الذي يؤدّي هذين الدورين في الوقت ذاته مثالا جيدا على هذا التداخل.
وعلى هذا النحو ساهمت هذه السردية التي تقوم على فصل التكنولوجيا عن مصادرها
الثقافية في «شرعنة » توظيف التكنولوجيا، منذ أن أدخل حسن البنّا الميكروفون في المساجد
حتى توظيف التويتر في استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام )داعش(.

 - في الإعلام الجهادي 

وعلى هذا النحو، لا تستخدم الحركات الجهادية التكفيرية الميديا الاجتماعية بطريقة
عفوية. فثمّة تنظير لهذه الاستخدامات وبلورتها في مفاهيم على غرار مفهوم «الإعلام
الجهادي » ك «عمل إعلامي منظم » حسب أبي سعد العاملي، أحد منظّري الإعلام
الجهادي وصاحب كتاب «واقع ودور الإعلام الجهادي » )ترجم إلى عدّة لغات أجنبية
كالروسية 5 والفرنسية 6 والإنقليزية(، الذي يعتبر الدعاية-الدعوة بواسطة الميديا
ركيزة من ركيزتي الجهاد الذي يتكون من «سيف النصر » )أو حق القوة( أي الجهاد
الميداني ومن «كتاب يهدي » )أو قوة الحق( أي الدعوة 7.
و «الإعلام الجهادي » يتجسّد، لدى الجهاديين، في «المنابر الإعلامية » ذات المنافع
العديدة ك «التواصل بين «المجاهدين » والتواصل مع الأنصار ونشر المنهج الحق
)منظورهم للإسلام(، ونشر أخبار الجهاد 8» . والإعلام الجهادي هو «وسيلة للإعداد
والاستقطاب، والتصدي للحملات الإعلامية المضادة وتقديم الدعم المعنوي والدعوي

واللوجستي للجند المقاتلين والتشويش على الأعداء، و «زرع الرعب في نفوسهم »
و «تحفيز الحرب النفسية 9

 - استراتيجية التنظيمات الإرهابية في مجال الميديا الجديدة والاجتماعية

لم تنتظر التنظيمات الإرهابية الميديا الاجتماعية لتوظيف الإنترنت في نشاطاتها. وتستخدم
هذه التنظيمات الإنترنت للغايات التالية 10 : الدعاية والتجنيد والترويج للأعمال الإرهابية
incitement وتعزيز انخراط المجندين في عملية التطرف radicalization والتمويل
والتدريب والتخطيط وإنجاز العمليات الإرهابية والهجمات الإلكترونية . Cyberattacks
في المقابل أتاحت الميديا الاجتماعية تطبيقات جديدة متنوعة. وفي هذا الإطار استخدم
تنظيم داعش هذه الميديا الاجتماعية بشكل جديد يجعل منه حالة جديرة بالدراسة.

 - داعش نموذجا :

طوّر تنظيم داعش استراتيجية متكاملة في مجال الميديا الجديدة والميديا الاجتماعية. وفي
هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش عمل على التمايز عن استراتيجية القاعدة.
فداعش تتصرف كدولة وليس كتنظيم، على عكس القاعدة التي تقوم استراتيجيتها على
مبدأ «الذئاب المنعزلة » في حين يبحث تنظيم داعش على استقطاب المقاتلين 11 .
وتتسم استراتيجية تنظيم داعش في مجال الميديا الجديدة والاجتماعية بتنوّعها :
المجلاّت
أصدر تنظيم داعش مجلة خاصة به في نسخة إنقليزية ) Dabiq ( تتكون من 50
صفحة ونسخة فرنسية Dâr al-Islâm . وتتميز المجلاتّ بتصميم أنيق. وتوزع
المجلتان في شكل ملف PDF على الإنترنت بواسطة المواقع المناصرة لتنظيم داعش.
- إصدارات فيديو
أحدثت داعش تحوّلا في استخدام الفيديو من خلال استخدام تقنيات هوليودية
)أفلام عنيفة جدا قصيرة(، حيث تستخدم توظيف الثقافة المرئية للشباب على غرار
فيلم FLAMES OF WAR
وهو فيلم ترويجي 12 من 55 دقيقة عن داعش بالإنقليزية. ويصدر التنظيم
فيديوهات بشكل مستمر على غرار ما تقوم به مؤسسة الاعتصام للإنتاج الإعلامي،
وهي إحدى مؤسسات الميديا التابعة للتنظيم، بإصدار فيديوهات ذات جودة
عالية على غرار عزم الأباة الذي استخدمت فيه عدة تقنيات إخراجية متطورة 13 .
- خلافة بوك، موقع شبكة اجتماعية خاص بالتنظيم
صمّم مناصرون لتنظيم داعش موقعا لشبكة اجتماعية أطلقوا عليه اسم خلافة
بوك بعد حملة إغلاق حسابات المناصرين لداعش في مواقع الشبكات الاجتماعية
المعروفة على غرار التويتر والفايسبوك 14 . ومن أهداف هذا المشروع، الذي تم إغلاقه
بعد يوم من إطلاقه، إظهار تنظيم داعش في مظهر جديد ومختل كتنظيم لا تحمل
السلاح فقط «لأنّ مقاتليها، كما يقول الموقع، يحبّون الحياة بالقدر الذي يحبّون
الموت... لا يحملون السلاح أو يعيشون في الكهوف 15» . والواقع أن تصميم أو إنشاء
هذا الموقع لا يمثّل ابتكارا تكنولوجيا في حدا ذاته، إذ تم اعتماد تكنولوجيا يوفرها
موقع social kit التي تمكّن مستخدميها من إنشاء موقع شبكات اجتماعية.
وحسب تحقيق أنجزته صحيفة الإندبندت فإنّ مقاتلين من مدينة الموصل العراقية
صمّموا الموقع الذي تم إيواؤه في مصر.
- العلاقات مع الصحافة
طوّرت داعش منظومة علاقات مع الصحافة العالمية تجسّدت مثلا في قبول مراسل
موقع Vice الذي أنتج ثلاثة أفلام وثائقية عن التنظيم والحياة في المناطق التي
يسيطر عليها 16 .
- تطبيقات على غوغل بلاي Google Play
-        أطلقت داعش تطبيقا على أندرويد وسمّته بفجر البشاير الذي تم منعه من
غوغل والذي كان يستخدم لنشر التغريدات على التويتر على حسابات المشاركين
في التطبيق 17 .

- التكنولوجيا غير المركزية peer to peer technologies
يستخدم التنظيم كل أنواع التكنولوجيات المتاحة وخاصة التكنولوجيات غير
المركزية والتي يطلق عليها peer to peer technologies . فقد استخدم التنظيم
تطبيق 18FireChat app الخاص بالهواتف الذكية أي فون والذي يسمح بالتواصل
بين الهواتف دون الحاجة لاستخدام الإنترنت. كما يستعمل التنظيم تكنولوجيا
diaspora الذي يتيح الاستخدامات نفسها.
- ألعاب الفيديو الإلكترونية
طوّر التنظيم لعبة إلكترونية مستلهمة من لعبة GTA يحارب فيه مقاتلون من
تنظيم داعش جنود لقوات معادية وأطلق التنظيم على هذه اللعبة اسم «صليل
الصوارم » التي تهدف إلى «رفع معنويات «المجاهدين » وتدريب الأطفال والمراهقين
على مقاتلة قوات التحالف الغربي والإقليمي، الذي شكّلته الولايات المتحدة ضده 19 .
- موقع Ask FM للدعاية والاستقطاب
استخدم التنظيم أيضا موقع Ask FM لاستقطاب المقاتلين والمناصرين بنشر الأخبار
والمعلومات المتصلة بالتنظيم عبر نظام يتيح طرح الأسئلة على الأصدقاء )كيف يمكن
الالتحاق بالتنظيم مثلا ؟( أو الإجابة عن أسئلتهم 20 .
- استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية للتراسل والتواصل وتبادل المعلومات
يستخدم بعض الإرهابيين عديد مواقع الشبكات الاجتماعية على غرار reddit
للتواصل مع بعضهم البعض وإعداد العمليات الإرهابية من خلال إخفاء المعلومات
في مواد بعينها على غرار الصور الإباحية 21 .
- التويتر
أصدرت مؤسسة The Brookings Project on U.S. Relations with the
Islamic World دراسة نشرت في 20 مارس/ آذار 2015 عن استخدامات
تنظيم الدولة الإسلامية لموقع التويتر بعنوان .The ISIS Twitter Census
وبينت الدراسة أن تنظيم داعش يستخدم الميديا الاجتماعية وخاصة التويتر
لدعايتها ونشر رسائلها للعالم ولاستقطاب الأشخاص الأفراد القابلين للتطرّف 22 .
ويعدّد التقرير مصادر قوة الدولة الإسلامية في مجال الميديا الاجتماعية ومنها :
-الكثافة العددية للمناصرين،
-تكتيك منظم جدا للحضور في الميديا الاجتماعية.
-تستخدم الميديا الاجتماعية لتجنيد منخرطين جدد، في حين تستخدم
الفيديوهات للتأثير الإيجابي على إدراك العالم للتنظيم.
ورصدت الدراسة في الفترة الممتدة من سبتمبر إلى ديسمبر 2014 : 46 ألف حساب
تويتر، على أقل تقدير، استخدمت من طرف مناصري داعش ، لكن هذه الحسابات
لم تكن كلها مفعّلة في الوقت ذاته.
ومن النتائج الأخرى للدراسة :
-يتواجد المناصر النموذجي للدولة الإسلامية في مواقع الشبكات الاجتماعية
في سوريا والعراق،
-تتضمن بعض حسابات التويتر في بعض التغريدات معطيات تقنية حول
أماكن النشر،
-يستخدم 3\ 4 المستخدمين اللغة العربية كلغة أصلية للحساب،
-لكل حساب مناصر لداعش ألف متابع followers ، أي أكثر من معدل
المستخدم العادي لتويتر،
-يعود نجاح استراتيجية داعش إلى مجموعة صغيرة من المستخدمين
النشطين يقدّر عددهم بين 500 و 2000 حساب والذين يغرّدون بطريقة
كثيفة جدا ومركّزة .

 - الميديا الجديدة، مورد مركزي لتنظيم داعش

أبرزت الدراسة التي أنجزها مركز National Consortium for the Study of
Terrorism and Responses to Terrorism والتي تناولت بالتحليل تنظيم داعش
من زاوية تنظيمية 23 أن الميديا الجديدة والمنظومات التكنولوجية تمثّل موردا استراتيجيا
بالنسبة إلى تنظيم داعش، وترتبط فعالية استغلال هذا المورد بالقدرة على التنظيم
الداخلي وعلى الترويج لداعش كعلامة 24 . وتعتبر الدراسة أن التطور المستمر لقدرات
التنظيم على استخدام الميديا الافتراضية cyber sophistication يبيّ خبرة الفريق
المسؤول على إدارة الميديا والعمليات الافتراضية وتعدد كفاءاته. كما أكّدت الملاحظة
المستمرة لمدة تتجاوز السنة بينت أنّ هذا الفريق يستخدم منصّات تكنولوجية متعددة
ومضامين ملائمة للجماهير التي يتوجه إليها التنظيم و بلغات متنوعة.
وتستعمل التكنولوجيا الافتراضية للتنسيق الداخلي )القيادة والتحكم( ولتركيز
منصات إخبارية نحو الجمهور الواسع )الأمة من منظور داعش( ونحو المقاتلين
الأجانب. وترى الدراسة أن تعاظم القدرات الافتراضية والفهم الجيد لاستراتيجيات
التسويق وإدارة العلامة Branding والعلاقات مع الميديا media relations تعزّز
من قدرات التنظيم على الاستقطاب.
وانتهت الدراسة إلى أن تنظيم داعش منظمة تتوفر فيها شروط الديمومة في المناطق
التي تسيطر عليها وذلك بفضل ثلاثة موارد resources وقدرات : capabilities
قيادة واحدة وتنظيم موحّد واستخدامات متفوقة للتكنولوجيات الافتراضية وشرعية
تنظيمية في منطقة غير مستقرة : أسلوب قيادة قوي، علامة استراتيجية strategic
branding ورسالة قوية

 - الميديا الاجتماعية، سلاح ذو حدّين

لكنّ الميديا الاجتماعية )والميديا الجديدة بشكل عام( كما يتمثّلها الجهاديون
أشياء هامدة يمكن أن تطوّع حسب مشيئة المستخدم. فالميديا الجديدة تقوم
أيضا على منطق خاص به وهي ذات إكراهات لا يمكن لمستخدم أن يتخلص منها
دائما. وعلى هذا النحو اكتشف تنظيم داعش أن أجهزة الأمن قادرة على استعمال
المعطيات التقنية أو ما يسمّى metadata المصاحبة للتغريدات والنصوص
المنشورة على الفايسبوك لتعقّب مقاتلي التنظيم 25 . وللوقاية من هذه المخاطر
أصدر تنظيم داعش دليلا لمواقع الشبكات الاجتماعية بغاية ترشيد استخدام
مقاتليها لهذه المواقع 26 .
وفي الإطار ذاته يعتبر بعض الخبراء 27 أن قطاع المخابرات الأمريكية
the US Intelligence Community لا تريد تعطيل البنية التحتية الاتصالية

وخاصة تطبيقات الميديا الاجتماعية التي تعتمدها لتنظيم داعش لأنها تريد أن تتسلل
إلى التنظيم عبرها لجمع معلومات عنها ومتابعة أنشطتها.

 - مكافحة الإرهاب في الميديا الجديدة والاجتماعية :

تعاظم النقاش حول إمكانات تنظيم الميديا الاجتماعية بالتوازي مع تنامي
استخداماتها وتنوعها. ومن الصعوبات التي تطرحها الميديا الاجتماعية أنها منفتحة
على عدة فاعلين ومتعالية على الحدود الجغرافية، كما أنها تدمج عدة تكنولوجيات
)صور، نصوص، فيديوهات(. ومن أهم المشاكل التي يطرحها تنظيم الميديا الجديدة
في مجال الإرهاب حماية الحريات الخاصة وتحقيق التوازن بين حرية التعبير والرأي
من جهة ومكافحة الإرهاب والعنف والإجرام من جهة أخرى.
لكن وأمام تعاظم الدعوات لمكافحة استخدامات التنظيمات الإرهابية للميديا
الاجتماعية أعلن موقع فايسبوك للمعايير التي تنظّم ما ينشر على الموقع والتي يطلق
عليها “معايير مجتمع الفايسبوك ‘ .’community standards
وتشمل هذه المعايير الجديدة قضية «التنظيمات الخطرة » التي يمنع الفايسبوك
وجودها في الموقع، إذ تشير المعايير إلى أنه «غير مسموح بتواجد أيّ مؤسسات لها
علاقة بأيّ مما يلي على فيسبوك: نشاط إرهابي، أو نشاط جريمة منظمة ». كما
يقوم الموقع «بإزالة المحتوى الذي يدعم مثل تلك المجموعات المشاركة في ذلك السلوك
العنيف أو الإجرامي ». كما تمنع المعايير الجديدة «دعم أو مدح قادة تلك المؤسسات
وتشير المعايير الجديدة إلى أن فايسبوك «يرحب بالنقاش العام والتعليق الاجتماعي
على مثل تلك الموضوعات العامة، لكننا نطالب هؤلاء الأشخاص أن يُظهروا تعاطفهم
مع ضحايا العنف والتمييز. 28
كما قام موقع توتير انطلاقا من سبتمبر 2014 بغلق حسابات مناصرين تنظيم داعش.
وفي المقابل فإن الحسابات التي تم إغلاقها، حسب دراسة مؤسسة The Brookings
Project لم تؤثر بشكل حاسم على أنشطة تنظيم داعش في الميديا الاجتماعية. وأشارت
الدراسة في هذا الإطار إلى أن عددا من المخاطر يمكن أن ينشأ عن عملية غلق الحسابات
ومنها عزل الذين يحاولون الانخراط في شبكات داعش وتعطيل الضغوط الاجتماعية
التي يمكن أن تساهم في إخراجهم من صيرورة التطرّف 29 .
على أنّ مكافحة الإرهاب في الميديا الاجتماعية تمثّل بُعدا من أبعاد استراتيجية كاملة
لمحاربة توظيف التنظيمات الإرهابية للميديا الجديدة بشكل عام والميديا الاجتماعية
بشكل خاص.

السياسة الفرنسية نموذجا

يمثّل الهجوم الإرهابي على صحيفة شارلي إبدو من أكبر العمليات الإرهابية التي
شهدتها فرنسا وأوروبا منذ الهجوم الإرهابي على مترو لندن عام 2005 . وفي سياق
هذه العملية نادى وزراء داخلية 11 دولة أوروبية إلى تعزيز التعاون مع مشغّلي
الإنترنت لمراقبة التنظيمات الإرهابية ، كما دعا وزير الخارجية الفرنسية إلى تنظيم
régulationالإنترنت 30 .
ودفعت هذه العملية الحكومة الفرنسية إلى التفكير في موضع آليات عملية لمكافحة
الإرهاب بشكل عام، بما في ذلك مكافحة الإرهاب في الميديا الاجتماعية. وتقوم
الاستراتيجية الفرنسية لمكافحة الإرهاب على عدة محاور منها:
-تعزيز مراقبة الواب ومواقع الشبكات الاجتماعية لرصد ما يسمّى

مضامين الكراهية

وفي هذا الإطار رصدت الشرطة الفرنسية 3721 رسالة تشيد بالإرهاب
واعتقل عدد من مستخدمي الميديا الاجتماعية بتهمة الترويج لأعمال
إرهابية، وهي تهمة تعاقب عليها المادة 25 - 421 من المجلة الجنائية
الفرنسية بسبع سنوات سجنا و 100000 يورو عندما تكون الإشادة
بواسطة الاتصال الإلكتروني الشبكي 31 .
-وضع موقع internet-signalement.gouv.fr للإبلاغ على المضامين
ذات العلاقة بالإرهاب في إطار منظومة شاملة للإبلاغ على المضامين أو
السلوكيات التي يمنعها أو يعاقب عليها القانون، على أن يكون موضوع
الإبلاغ عاما متاحا في فضاء عام لأيّ شخص يمكن أن يلج إليه 32 .
-إنشاء فرقة متخصصة ومندمجة في الهيئة الوطنية لمكافحة الجرائم
المتصلة بتكنولوجيات المعلومات والاتصال.
-إنجاز حملات اتصالية في الميديا التقليدية وفي الميديا الجديدة وفي
الميديا الاجتماعية وخاصة لدى الشباب لنشر ثقافة التنظيم الذاتي
autorégulation من خلال توظيف الآليات التي تتيحها الفايسبوك
وخاصة آلية الإبلاغ report وذالك لتعطيل bloquer الصفحات التي
تروّج للإرهاب.
-أحدثت الحكومة الفرنسية موقعا خاصا بمكافحة الجهاد
Stop djihadism gouv ويهدف الموقع إلى تفسير رهانات مقاومة
الإرهاب وعرض سياسة الدولة في مجال مقاومته وتفكيك منظومة الدعاية
الإرهابية. كما وضعت الحكومة الفرنسية خدمة هاتفية مجانية على ذمة
العائلات التي لها شكوك حول تصرفات وسلوكيات أبنائها، خاصة عندما
تتغير سلوكياتهم تجاه عائلاتهم : الإدمان على مواقع الشبكات الاجتماعية
ومعاداة الموسيقى والاختلاط 33 .
-واعتمدت الحكومة الفرنسية مرسوما لإغلاق المواقع الجهادية يقدّم
بمقتضاه الديوان المركزي لمكافحة الإجرام المتصل بتكنولوجيات المعلومات
والاتصال، وهو هيئة متخصصة في مكافحة الإجرام الإلكتروني 34 قائمة
في المواقع التي يجب إغلاقها إلى وحدة مكافحة الإرهاب. ومن جهة
أخرى اعتمد المشرّع الفرنسي قانونا يسمح للهيئات المختصة في مكافحة
الجريمة الإلكترونية 35 يسمح بإزالة المواقع الجهادية من محرّكات البحث
déréférencement

 - خلاصات

أولا : الميديا الجديدة والاجتماعية، مورد استراتيجي للتنظيمات الإرهابية
تبين الدراسات المتوفرة والتي اعتمدنا بعضها والتحقيقات الصحفية أن الميديا
الاجتماعية أصبحت مكوّنا أساسيا من منظومة الإرهاب تستخدم في مجالات ثلاثة :
التنسيق العملياتي لإنجاز العمليات الإرهابية أولا واستقطاب الأطفال وإدماجهم في
شبكات التنظيم لغايات تسفيرهم إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش ثانيا
وتنظيم الدعاية لتحسين صورة التنظيم لدى الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي
وعرض رؤيته للأحداث. وفي هذا الإطار لا يمكن فصل استخدامات الميديا الجديدة
والاجتماعية عن المنظومة الفكرية الجهادية.
ثانيا : اجتناب المقاربة التبسيطية الحتمية
لا ينبغي أن يدفعنا الاهتمام بتوظيف الميديا في الإرهاب إلى السقوط في فخ المقاربات
التضخمية والحتمية determinist التي تجعل من الميديا الاجتماعية عاملا أساسيا
في انتشار التطرّف وآلية مركزية لاستقطاب المقاتلين، ممّا قد يساهم في ترويج خطاب
تبسيطي حول الإرهاب يختزل الظاهرة في مستوى معيّ أو في عامل مخصوص،
فاستقطاب المقاتلين والمناصرين يتمّ في سياقات مركّبة تتداخل فيها عدة منظومات
مثل المساجد والسجون والشبكات الاجتماعية الواقعية ، ومنظومات الإنترنت المتعددة
بما في ذلك الميديا الاجتماعية )فايسبوك، تويتير....(
ثالثا: لا ينبغي أن تحجب عنا التكنولوجيا فعاليّة الأيديولوجيا
تمثّل قدرة التنظيمات الجهادية على استقطاب المناصرين والمقاتلين مأساة بالنسبة
إلى آلاف العائلات وموضوعا يثير الاستغراب والتعجب: كيف يترك آلاف الشباب
عائلاتهم وأعمالهم وأصدقاءهم للانخراط في أتون الحروب الجهادية ليفجّروا أنفسهم
وليصبحوا أسرى ؟ تدعونا الإجابة عن هذا السؤال إلى الاهتمام بفعالية الأيديولوجيا
لفهم عملية الاستقطاب. فما يروّج له تنظيم داعش بواسطة الميديا الجديدة والميديا
الاجتماعية من مضامين متعددة ومتنوعة يساهم في فعالية الأيديولوجيا الجهادية
نفسها. والأيديولوجيا رؤية تفسّ العالم، تنظّم الوقائع وتقدّم سردية ذات معقولية
تقدّم لهم معايير أخلاقية لتمييز الخير عن الشرّ.
والأيديولوجيا الجهادية ذات طبيعة أخروية »eschatological« ، وخلاصي، توفّر
للمؤمن بها مشروعا للحياة السعيدة الفردية والجماعية. وهي بهذا المعنى تجعل من
المؤمنين بها جماعة متلاحمة. ومن هذا المنظور الميديولوجي فإن فعاليّة الأيديولوجيا
الجهادية يتشكّل بواسطة هذا التفاعل بين البعد الأيديولوجي )وعود العالم الجديد
والحياة الأخروية( والبعد الوسائطي والتنظيمي الذي يتجسّد في منظومات: شبكة
المساجد، قنوات تلفزيونية دينية ، شبكات الدعاة في الفضاء الاجتماعي وفي السجون،
كتب ومكتبات، مواقع إنترنت وصفحات ميديا اجتماعية. وتوظّف كل هذه المنظومات

لصالح الدعوة مشروع المجتمع-الدولة البديلة الذي يقوم على إحياء المدينة الإسلامية
الأولى المثلى، المدينة الفاضلة بالقوّة والدعوة. وعلى هذا النحو فإنّ محاربة الميديا
الجهادية يقتضي أيضا مكافحة ما تقوم بالدعوة إليه، أي الأيديولوجيا الجهادية
نفسها.

 - توصيات لمكافحة توظيف الميديا لاجتماعية في الإرهاب

أولا : رصد المضامين الإرهابية في الميديا الاجتماعية ومكافحتها
يمثّل رصد المضامين الدعائية الإرهابية في الميديا الاجتماعية رهانا أساسيا يقاضي
وضع الأطر القانونية التي تسمح بمراقبة منصات الميديا الاجتماعية وتعقّبها
وحذفها. كما يستوجب هذا الرهان إنشاء وحدات أمنية متخصصة في مهام المراقبة
والحذف في إطار قوانين شفافة تحترم حرية التعبير على وجه الخصوص.
ثانيا : توسيع مكافحة الإرهاب في الميديا الجديدة والاجتماعية إلى المواطنين
لا تخضع الميديا الاجتماعية، على عكس الميديا التقليدية المهنية،لمبدإ التنظيم
regulation . في المقابل فإن قوانين النشر والصحافة المتعلّقة بالتشهير
libel –diffamation ، تشمل كلّ ما ينشر الناس في منصات الميديا الاجتماعية.
وفي هذا الإطار يتوجب على السلطات العمومية أن تقوم بحملات لدعم ثقافة التنظيم
الذاتي عبر استخدام آلية «الإبلاغ عن منشور Report - signaler » التي توفرها
مواقع الشبكات الاجتماعية للإبلاغ عن المضامين التي تروّج للإرهاب. ويمكن للدولة
أن تضع أيضا آليات تتيح للمواطنين المشاركة في رصد المضامين التي تروّج للإرهاب
عبر مواقع متخصّصة.
ثالثا : تعزيز التنظيم الذاتي في الميديا الاجتماعية
وبشكل عام فإن أشكال التنظيم السائدة في الميديا الاجتماعية هي التنظيم الذاتي
في إطار ما يسمّى حوكمة الميديا الاجتماعية . social media governance وفي هذا
الإطار انتشرت مواثيق الميديا الجديدة في كل المؤسّسات الحكومية والخاصة. وعلى
هذا النحو يمكن أن تشمل حملات التوعية تحفيز المؤسسات بكل أنواعها وخاصة
المؤسّسات التربوية على وضع مواثيق لاستخدام الميديا الاجتماعية social media
36policies حتى يدرك المستخدمون تبعات تصرفاتهم في فضاءات الميديا الاجتماعية.
رابعا : وضع آليات قانونية لمعاقبة الإشادة بالأعمال الإرهابية
تمثّل الإشادة بالأعمال الإرهابية في الميديا الاجتماعية طريقة من طرق الدعاية
للإرهاب وتوسيع نطاق تأثيرها خارج مجال المسالك الجهادية المعلومة. وفي هذا
الإطار، وضعت العديد من الدول آليات قانونية لمعاقبة الإشادة بالإرهاب على غرار
فرنسا، كما يتضمّن مشروع مكافحة الإرهاب التونسي عقوبة سجنية لكن من يشيد
بالعمليات الإرهابية : «يعدّ مرتكبا لجريمة إرهابية ويعاقب بالسجن من عام إلى
خمسة أعوام وبخطية من خمسة آلاف دينار إلى عشرة آلاف دينار كل من يتعمّد علنا
وبصفة صريحة الإشادة أو التمجيد بأيّ وسيلة كانت بجريمة إرهابية أو بمرتكبيها
أو بتنظيم أو وفاق له علاقة بجرائم إرهابية أو بأعضائه أو بنشاطه أو بآرائه
وأفكاره المرتبطة بهذه الجرائم الإرهابية 37» .
المراجع
1 - Danah Boyd and Nicole Ellison (2007, October). “Social Network
Sites: Definition, History, and Scholarship.” Journal of Computer-Mediated
Communication, 13 (1), article 11.
2 - Danah Boyd. (2010). “Social Network Sites as Networked Publics:
Affordances,
Dynamics, and Implications.” In Networked Self: Identity, Community, and
Culture on
Social Network Sites (ed. Zizi Papacharissi), pp. 39-58.
3 - Daniel chandler, Rod Munday, Oxford Dictionary of media and communication,
Oxford University press, London 2011, page 397
4 - http://www.economist.com/blogs/pomegranate/2013/11/tunisian-music
5 - https://archive.org/details/asansar_9903
6 - http://www.shabakataljahad.com/vb/showthread.php?t=20344
7 - أبي سعد العاملي : واقع ودور الإعلام الجهادي، منبر التوحيد والجهاد،
https://archive.org/details/shamikh_40
8 - المصدر نفسه
164
9 - المصدر نفسه
10 - The use of the internet for terrorist purposes, United Nations Office on
Crugs and crime, United Nations, New York, 2012
11 - « L’État islamique a une identité de marque extrêmement travaillée », http://
www.lefigaro.fr/international/2015/02/18/01003-20150218ARTFIG00299--letat-
islamique-a-une-identite-de-marque-extremement-travaillee.php#xtor=AL-
155-[Facebook]]
12 - http://www.clarionproject.org/analysis/isis-releases-flames-war-featurefilm-
intimidate-west
13 - https://isdarat.org/633
14 - www.independent.co.uk/life-style/gadgets-and-tech/news/khelafabook-isissupporters-
create-own-social-network-after-twitter-facebook-bans-10095947.html
a-18306588 /إغلاق-موقع-خلافة-بوك-بعد-يوم-من-إطلاقه/ 15 - http://www.dw.de
16 - https://news.vice.com/video/the-islamic-state-full-length
17 - http://www.foxnews.com/tech/2014/06/19/google-play-store-removes-isis-app/
18 - http://en.wikipedia.org/wiki/FireChat
19 - http://rt.com/news/188788-isis-video-game-youtube/
20 - Ligon, Gina S., Mackenzie Harms, John Crowe, Leif Lundmark, and Pete
Simi. “The Islamic State of Iraq and the Levant: Branding, Leadership Culture
and Lethal Attraction,” Final Report prepared for the Department of Homeland
Science and Technology Directorate’s Office of University Programs, award
number #2012-ST-061-CS0001. College Park, MD: START, 2014.
21 - http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/isis-and-alqaedasending-
coded-messages-through-ebay-pornography-and-reddit-10081123.html
22 - J.M. Berger and Jonathon Morgan The ISIS Twitter Census. Defining and
describing the population of ISIS supporters on Twitter. The Brookings Project
on U.S. Relations with the Islamic World. Analysis Paper, No. 20, March 2015
23 - المصدر
24 - Ligon, Gina S., Mackenzie Harms, John Crowe, Leif Lundmark, and Pete
Simi. “The Islamic State of Iraq and the Levant: Branding, Leadership Culture
and Lethal Attraction,” Final Report prepared for the Department of Homeland
Science and Technology Directorate’s Office of University Programs, award
number #2012-ST-061-CS0001. College Park, MD: START, 2014(, page 31
25 - انظر مقال فايناشل تايمز
165
www.ft.com/intl/cms/s/0/e8feb224-555b-11e4-b750-00144feab7de.
html#axzz3UTHQJmLf
26 - http://www.dailymail.co.uk/news/article-2798185/isis-look-stay-one-step-aheadwestern-
spies-teaching-fighters-remove-metadata-tweets.html?ito=social-twitter_
mailonline
27 - Jeff Bardin, Why America Is Losing The Online War With ISIS
http://www.businessinsider.com/why-america-is-losing-the-online-war-withisis-
2014-10
28 - https://www.facebook.com/communitystandards
29 - J.M. Berger and Jonathon Morgan The ISIS Twitter Census. Defining and
describing the population of ISIS supporters on Twitter. The Brookings Project
on U.S. Relations with the Islamic World. Analysis Paper, No. 20, March 2015
30 - http://www.numerama.com/magazine/32114-cazeneuve-34on-ne-combatpas-
le-terrorisme-sans-regulation-d-internet34.html
31 - http://www.lexpress.fr/actualite/societe/la-repression-de-l-apologie-duterrorisme-
se-durcit_1640337.html
32 - في المقابل فإنه لا يمكن الإبلاغ عن السلوكيات المتصلة بالأخلاق. ولحماية هذه المنظومة من
التلاعب، وضعت وزارة الداخلية عدة آليات، منها عقوبة الإبلاغ الكذّاب الذي يعرّض مرتكبه
إلى عقوبة السجن ب 5 سنوات وتغريمه ب 5000 آلاف يورو.
33 - http://www.liberation.fr/societe/2015/01/28/le-gouvernement-s-attaque-ala-
propagande-jihadiste-sur-internet_1190335
34 - http://www.police-nationale.interieur.gouv.fr/Organisation/Direction-
Centrale-de-la-Police-Judiciaire/Lutte-contre-la-criminalite-organisee/Sousdirection-
de-lutte-contre-la-cybercriminalite
35 - http://www.nextinpact.com/news/90448-terrorisme-apres-blocageadministratif-
dereferencement-administratif.htm
36 - انظر هنا نماذج عن مواثيق لتنظيم استخدام الميديا الاجتماعية
http://socialmediagovernance.com/policies/
37 - http://www.legal-agenda.com/newsarticle.php?id=918&folder=legalnews&lang=ar

0 commentaires: