مجالس الصحافة


قد تتخذ مجالس الصحافة التي عادة ما تعمل بمثابة محاكم تنظر في الشكاوى المرفوعة ضد تصرفات وسائل الإعلام وتصدر أحكاماً بشأنها أشكالاً عديدة. البعض منها يُنشأ بموجب القانون، والعديد منها تموله وسائل الأنباء. والبعض الآخر تتبناه وتموله مؤسسات خيرية، أو منظمات غير حكومية، أو منظمات متعددة الأطراف كاليونسكو، أو حتى مساهمات طوعية من عامة الناس. كما تبقى مجالس صحفية أخرى منتمية إلى الجامعات. ويتلقى القليل منها دعماً مالياً من هيئات حكومية، ولكنها تعمل بصورة مستقلة.
يمكن أن تتمتع المجالس الصحفية بسلطة قضائية قومية، أو إقليمية، أو محلية. يضم عادة أعضاء المحكمة ممثلين عن الصحافة وعن عامة الناس، وأكاديميين وأحياناً ممثلين عن الحكومة. أولئك الذين يختارون رفع شكاويهم إلى مجلس صحافة لحلها يجبرون عادة على التنازل عن حق رفع دعوى قضائية. يغربل موظفو المجلس الشكاوى ويعرضون المؤهلة منها لاتخاذ قرار بشأنها بموجب إجراءات المجلس. يتميز الأسلوب النموذجي بسماع أقوال أطراف الدعوى أمام المحكمة. ويحق للمشتكي ولمؤسسة الأنباء تقديم الشهادة أمام المحكمة. وبعد العروض، والأسئلة، والمشاورات تصدر المحكمة قرارها. تفرض بعض مجالس الأنباء على مؤسسات الأنباء الأعضاء فيها أن تنشر نص الأحكام الصادرة المتعلقة بهم، ويكون النشر طوعياً بالنسبة للآخرين.
الأصول الأخلاقية
تبنت معظم جمعيات الصحفيين، والعديد من وكالات الأنباء الفردية أصولا أخلاقية خاصة بها. تتفاوت أحكام هذه الأصول. بعض الأصول الأخلاقية ملزمة، وانتهاك أحد أحكامها ممكن أن يؤدي إلى الفصل من جانب صاحب العمل أو الطرد من جمعية صحافة مهنية. ولكن معظم الأصول الأخلاقية تقدم، بدلاً من ذلك، إرشادات طوعية لمساعدة الصحفيين على اتخاذ قرارات سليمة أخلاقياً ومهنياً. وبذلك توفر هذه الأصول تشجيعاً أكبر للمساءلة من جانب القراء والمشاهدين.
بعض الأصول الأخلاقية مفّصلة للغاية. وتوفر قوانين أخرى مبادئ عامة أكثر. يمثل نموذج جيد عن ذلك الأصول الأخلاقية لجمعية الصحفيين المهنيين، وهي أكبر جمعية تطوعية لمراسلي وكالات الأنباء والمحررين في الولايات المتحدة. تشجع أصولها الصحفيين على الالتزام بأربعة مبادئ أساسية هي:
· السعي من أجل التوصل إلى الحقيقة والإبلاغ عنها: يجب على الصحفيين أن يكونوا صادقين، ومنصفين، وشجعان في جمع المعلومات والإبلاغ عنها وتفسيرها.
· الحد من الأذى: الصحفي الذي يحترم القواعد الأخلاقية يعامل مصادر المعلومات، والمعنيين بموضوع الخبر، والزملاء كبشر يجدر احترامهم.
· العمل بصورة مستقلة: يجب على الصحفي أن يكون متحرراً من الالتزام تجاه أية مصلحة غير حق الناس في المعرفة.
· تحّمل المسؤولية:. يكون الصحفيون مسؤولين عن أعمالهم تجاه قرائهم، ومستمعيهم، ومشاهديهم، وتجاه بعضهم البعض.
بموجب شروطها، تُشكِّل الأصول الأخلاقية لجمعية الصحفيين المهنيين (SPJ) دليلاً طوعياً للسلوك الأخلاقي. وتنص على أن: "القصد من هذه الأصول ليس أن تكون مجموعة من "القواعد" بل مصدراً لصنع القرارات الأخلاقية. لا يمكن فرض تطبيقها قانونياً، كما لا يمكن فرض تطبيقها بموجب أحكام التعديل الأول للدستور."
لدى جمعية الصحفيين المهنيين لجنة قومية للأخلاق، تتألف من أعضاء من مختلف أنحاء الولايات المتحدة يملكون مصلحة خاصة وخبرة بموضوع الأخلاق. رغم أن اللجنة لا تصدر أحكامها في شكاوى معينة، لكنها تزود الإرشاد والآراء إلى الصحفيين وعامة الناس.



Read more: http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/publication/2011/01/20110106135745x0.4811169.html#ixzz2oiQX6dej